امتزاج ابن خفاجه بالطبيعة
صفحة 1 من اصل 1
امتزاج ابن خفاجه بالطبيعة
بعيشك هل تدري أهـوج الجنائـب = تخب برحلـى أم ظهـور النجائـب
فما لحت في أولى المشارق كوكبـاً = فأشرق حتى جئت اخرى المغـارب
ولاأنـس إلا أن أضاحـك سـاعـة = ثغور الأماني في وجـوه المطالـب
وليل إذا ماقلت قـد بـاد فانقضـى = تكشف عن وعدٍ من الظـن كـاذب
سحبت الدياجي فيه سـود ذوائـبٍ = لأعتنـق الآمـال بيـض تـرائـب
فمزقت جيب الليل عن شخص أطلس = تطلـع وضـاح المضاحـك قاطـب
رأيت به قطعاً مـن الفجـر أغبشـاً = تأمـل عـن نجـم توقِّـدَ ثـاقـب
وأرعـن طمـاح الذؤابـة بــاذخ = يطـاول أعنـان السمـاء بغـارب
يسد مهب الريح عـن كـل وجهـه = ويزحـم ليـلاً شُهبـه بالمنـاكـب
وقور علـى ظهـر الفـلاة كأنـه = طوال اليالي مفكـر فـي العواقـب
يلوث عليـه الغيـم سـود غمائـم = لها من وميض البرق حمر ذوائـب
أصخت إليه وهو أخـرس صامـت = فحدثنـي ليـل السـرى بالعجائـب
معاني الكلمات:
أرعن: مرتفع.
باذخ: عال.
طماح الذؤابة: شديد علو القمة.
الغارب: الكاهل.
وقور: من الوقار و الرزانة.
الفلاة: الصحراء الواسعة.
يلوث: يلف.
وميض البرق: إشعاعه.
الذوائب : أطراف الشعر من مقدمة الرأس
. أصخت: استمعت.
السرى: السير ليلاً.
التصوير :
التشخيص : في باذخ ، وقور ، يفكر في العواقب ، العمائم وحمر الذوائب ، والصمت ، والحوار. الكناية : في الطول " يطاول أعنان السماء " . الضخامة في : " ويزحم ليلاً " الموت في " طوتهم .. وطارت " الملل من الحياة في التساؤل " وحتى متى أرعى .."
الاهتمام بالبديع : منها على سبيل المثال :
1- الطباق : أخرس وحدّث . سود ووميض . أبقى ويظعن . طالع وغارب .
2- الجناس الناقص : النوى والنوائب . حتّى متى .
3- الترادف : يسدّ ويزحم . طمّاح وباذخ . وقور ومفكر . أخرس صامت .
4- التلوين : ليل وشهب . وميض البرق وحُمرالذوائب .
ولعل كثرة الصور – إذا جمع بعضها إلى بعض – أرتنا صورة شبه ممتدة ، فكأننا أمام صورة متحركة .
المعاني :
تصوير لحالة الكآبة التي يعيشها الشاعر بعد أن بقي وحده وغادره أترابُه ، فكأنه والجبل يحكيان الغربة والوحدانية القاسية .
فهذه صورة الجبل الذي يمثل الطموح والارتفاع والاعتراض والوقار الصامت الذي يشبه إطراق المتأمل, ثم يأخذ هذا الصامت في سرد ما مرّ به من مشاهد, فهو شخص آخر تتدفق منه الشاعر الإنسانية واضحة معبرة عما في صاحبها .
ونرى إنسانية الجبل تتزايد تدريجاً في القصيدة, فإذا هو يمثل الشاعر نفسه, وهو لا يعبر عن طول الصمود ولذة الخلود ، وإنما يعبر عن استثقاله للحياة ، ووحدته بعد ذهاب إخوانه ويهون من وقع الموت على نفسه التي تفرق وتهلع من ذكره ، وتحاول الهرب من شبحه المخيف . وارتاح الشاعر حين بكى , ووجد في مثيله - الجبل - عزاءً وودعه وهو أقوى نفساً على مواجهة القدر المرسوم الذي لا بد أن يذوقه كل حي مهما طال الزمان به
فما لحت في أولى المشارق كوكبـاً = فأشرق حتى جئت اخرى المغـارب
ولاأنـس إلا أن أضاحـك سـاعـة = ثغور الأماني في وجـوه المطالـب
وليل إذا ماقلت قـد بـاد فانقضـى = تكشف عن وعدٍ من الظـن كـاذب
سحبت الدياجي فيه سـود ذوائـبٍ = لأعتنـق الآمـال بيـض تـرائـب
فمزقت جيب الليل عن شخص أطلس = تطلـع وضـاح المضاحـك قاطـب
رأيت به قطعاً مـن الفجـر أغبشـاً = تأمـل عـن نجـم توقِّـدَ ثـاقـب
وأرعـن طمـاح الذؤابـة بــاذخ = يطـاول أعنـان السمـاء بغـارب
يسد مهب الريح عـن كـل وجهـه = ويزحـم ليـلاً شُهبـه بالمنـاكـب
وقور علـى ظهـر الفـلاة كأنـه = طوال اليالي مفكـر فـي العواقـب
يلوث عليـه الغيـم سـود غمائـم = لها من وميض البرق حمر ذوائـب
أصخت إليه وهو أخـرس صامـت = فحدثنـي ليـل السـرى بالعجائـب
معاني الكلمات:
أرعن: مرتفع.
باذخ: عال.
طماح الذؤابة: شديد علو القمة.
الغارب: الكاهل.
وقور: من الوقار و الرزانة.
الفلاة: الصحراء الواسعة.
يلوث: يلف.
وميض البرق: إشعاعه.
الذوائب : أطراف الشعر من مقدمة الرأس
. أصخت: استمعت.
السرى: السير ليلاً.
التصوير :
التشخيص : في باذخ ، وقور ، يفكر في العواقب ، العمائم وحمر الذوائب ، والصمت ، والحوار. الكناية : في الطول " يطاول أعنان السماء " . الضخامة في : " ويزحم ليلاً " الموت في " طوتهم .. وطارت " الملل من الحياة في التساؤل " وحتى متى أرعى .."
الاهتمام بالبديع : منها على سبيل المثال :
1- الطباق : أخرس وحدّث . سود ووميض . أبقى ويظعن . طالع وغارب .
2- الجناس الناقص : النوى والنوائب . حتّى متى .
3- الترادف : يسدّ ويزحم . طمّاح وباذخ . وقور ومفكر . أخرس صامت .
4- التلوين : ليل وشهب . وميض البرق وحُمرالذوائب .
ولعل كثرة الصور – إذا جمع بعضها إلى بعض – أرتنا صورة شبه ممتدة ، فكأننا أمام صورة متحركة .
المعاني :
تصوير لحالة الكآبة التي يعيشها الشاعر بعد أن بقي وحده وغادره أترابُه ، فكأنه والجبل يحكيان الغربة والوحدانية القاسية .
فهذه صورة الجبل الذي يمثل الطموح والارتفاع والاعتراض والوقار الصامت الذي يشبه إطراق المتأمل, ثم يأخذ هذا الصامت في سرد ما مرّ به من مشاهد, فهو شخص آخر تتدفق منه الشاعر الإنسانية واضحة معبرة عما في صاحبها .
ونرى إنسانية الجبل تتزايد تدريجاً في القصيدة, فإذا هو يمثل الشاعر نفسه, وهو لا يعبر عن طول الصمود ولذة الخلود ، وإنما يعبر عن استثقاله للحياة ، ووحدته بعد ذهاب إخوانه ويهون من وقع الموت على نفسه التي تفرق وتهلع من ذكره ، وتحاول الهرب من شبحه المخيف . وارتاح الشاعر حين بكى , ووجد في مثيله - الجبل - عزاءً وودعه وهو أقوى نفساً على مواجهة القدر المرسوم الذي لا بد أن يذوقه كل حي مهما طال الزمان به
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى