لا تكن أرضا بلــــــــــــ

قيل لي :

لاتتعمـــد الهجــــــــر فإنــــــــه مـُــــــرّ المـــــــــذاق... فالشمـــــــس حيــــــــن مغيبهــــــــــا تحمــــــــــر مــــــــــن ألـــــــم الفـــــــــراق

فقلت :

ليت كل هجر

كهجر الشمس

فهي لاتقوى على ذلك فما إن تغيب محمرّة حتى تسارع بالشروق بيضاء نقية مسفرة

...

في رحلة هجر وصفاء متكررة

ولكن الهجران الصعب

كــــهجران "مذنب هالي"

فيمر بك مرورا سريعا خاطفا يمتع ناظريك قليلا في ملكوت الله

ثم يهاجر في رحلة تستمر 76 عاما !!

فقد يعود الحبيب

ولن يجد إلا أطلال الأحبة

أما الأجساد فتحت أطباق الثرى

والقلوب تحللت وصارت ترابا

فما أصعبه من هجران

وما أمرّه من فراق

==

فكن كالأرض

يُمشى عليها

ويستظل بظلها

ويشرب من مائها

ويؤكل من خيراتها

ولا انفكاك عنها

حتى من ارتفع عنها وأراد مفارقتها جذبته بجاذبيتها

إليها سقطت رؤوسنا عند الولادة

وفي باطنها خير مستقر لنا بعد الوفاة

وبين الولادة والوفاة

نعيش فوقها في رغد ورفاه

سيتخلى أقرب الأقرباء عن جثتك

إلا الأرض فهي من سيضمك

حتى يوم البعث والنشور

فلنكن أرضا عصية
على الهجر والفراق

نعم صدق البوح الشجي الجزل الوصف الفاخر السكب الفراق مما أبتلي به الأحبة على هذه البسيطة منذ الأزل علقم يتجرعه الراحل والمرحول عنه صاج ينضج على ناره كبد كل مفارق لغاليه لكنه واقع كبقية ألوان العذاب التي يكابدها الإنسان على الأرض فلا راحة ولاسعادة ولافراق إلا هناك في الجنان حيث لانصب ولاتعب ولاحزن ولاألم ولافراق أحبة بل لقاء متصل الوصل دائم الود صافي النبع اللهم اجمعنا بأحبتنا في دار المقامة في الفردوس الأعلى من الجنة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]