لاتسرف حباً

عشقته حتى التلاشي رضيت بالانصهار والتوحد الروحي ؛حتى غدت مجرد روح تسكن روح ،تجري في دماه وتنتقل في شرايين عروقه ،في ذراته بل هي مجرد ذرة من تلك الذرات ليس إلا، تنتظر ولاتمل ملل الإنتظار تصبر حتى شكا الصبر صبرها .على قارعة كل الطرق تنتظر في كل الظروف تنتظر، في هبوب الرياح وثورة العواصف ولهيب الشموس وأعاصير السحب ؛تهطل الأمطار فلا مظلة بل تبلل حتى النخاع فالماء يقطر من كل مسام الجسد المنهك المكابر بانتظار الصحو لاشك أنه آتي، وإن كان ذاك الزمهرير في غاية القسوة. تمر بها كل الفصول كالشجرة تتقلب معها فتتساقط أوراقهاالصفراء وتلبس البياض ثم تكتسي الربيع ثم تعود جرداء في رحلة دورتها اللامتناهية الدوران. تسامر القمر بل تتسمر على بابه الليالي الطوال ؛تشكو له تستمد منه الصبر ؛فهو الوحيد من يبتسم لها ويمدها وشاح نوره وهو يدثر صقيع روحها ببقايا أمل؛ فلا تشعر بصحبته أنها تعيش الزيف بكل الألوان، و أنها مجرد قمر في مجرته الكبيرة الكثيرة الأقمار، أتراها تعي أنها مجرد قمر تدور معها في فلكه مزيد أقمار ؟ آآآه من هذا السقم ماعاد مزيد احتمال ،غربت تلك الشمس فما عاد أمل شروق عودة ؛فذاك المسافر لن يعود .وكل هذا الظمأ لن يرويه ذاك السراب . أخيراً عادت تجتر الألم ،الذكرى، معاني الضياع، أخيراً أغلقت ذلك الباب وعادت من رحلة الخداع .لكنه عاد أخيراً عاد بعدأن عصفت به أكاذيب العواطف العابرة ،عاد بعد أن أعطته الأيام دروساً قاسيةً في معنى الغدر والوفاء ،عاد بعد أن فاق ذاك النجم من غرور توهجه عاد، لكن ليته ماعاد ؛فماعاد شئ ينتظره فقد أغلق الباب وأعلن الإنسحاب . فقط عادت الروح حرة من أغلال التوحد إلى حرية الاستقلال فقط الروح هي من عاد .

قرأت عزفا أكثر من قراءة كلمات
قرأت شدوا أكثر من قراءة مجرد حروف
قرأت هديلا على أفانين الشجر لا كلمات سطرت من حبر

سلم هذا البوح المترنم الهائم

كم يشكل مرورك العابق الأريج من إضافة تكسو النص حلة جما ل لاتعلوها حلة كم يشكل من علامة فارقة كم يسعد به السعيد الذي ترويه سحائب العطاء العذبة الهطول سكب قلمك الذهبي يحيل المكان نهاراً متوهج الضياء دمت نابضاً بالجمال