الطَّبيبُ المُرْعِبُ
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الطَّبيبُ المُرْعِبُ
$$$ الطَّبيبُ المُرْعِبُ $$$
**************
إعتدت قبيل إمتحانات الثانوية العامة أن أذاكر أنا وصديقى سويا ليشجعَ أحدُنا الآخرَ...كنا نجلس يوماَ فى منزله واليوم التالى فى منزلى . وكان زميلى من المدخنين سراً وكنت ومازلت أنا ممن يكرهون رائحة السجائر فكان إذا أراد أن يدخن فتح نافذة الغرفة على مصراعيها كى لا يزعجنى ولا يشتم أخوه الأكبر الرائحة إن دخل علينا فجأة. أخوه هذا كان بمثابة الأب بالنسبة لصديقى لأنه أصبح بعد وفاة والدهما العائل الوحيد للأسرة. وكان صديقى هذا يحضر لنفسه بين الفينة والأخرى كوباً من الشاي ويحضر لى كوبا من الحلبة إن وجدت عندهم لأنى لم أكن من شاربى الشاى وذلك منذ أن مرضت يوما وأنا فى الإعدادية وذهبت الى الطبيب وأمرنى أن أقلل من شرب الشاى .. كنت أدمنته بشراهة فائقة فى فترة المذاكرة التى تسبق إمتحانات الشهادة الإعدادية. لذلك أمتنعت نهائيا عن شربه آنذاك إمتثالا لأوامر الطبيب وحفاظا على صحتى..لكنى رجعت منذ عشر سنوات تقريبا أتناول كوبا واحدا يوميا. وذات يوم وكلانا جالس منهمك فى مراجعة مقرراته إذا بوالدة صديقى تتأوه من شدة الألم وتنادى
على إبنها ( إلحقنى يابنى هموووووت ) فذهبنا بها مسرعين إلى طبيب فى بلدة مجاورة إعتاد أهل قريتنا الصغيرة الذهاب إليه. فحصها الطبيب وسألنا من إبنها فأجابه صديقى: أنا يادكتور خير اللهم اجعله خيراً. فصاح الطبيب فيه كيف تتركوها هكذا؟؟؟ كم عمرها؟ فأجابه ستون سنة.. فسأل ثانية: أهى متزوجة؟ فأجابه: بل أرملة يا دكتور. منذ متى؟؟ منذ ثلاث سنوات . ظل الطبيب يسأل وصديقى يجيبه وبعد كل سؤال تزداد نبرة صوت الطبيب حدة وغلظة وترهف نبرات صوت صديقى وتتلعثم الكلمات على لسانه ولا نكاد نسمع صوته الذى بدأ يتلاشى وأوشكت دموعه أن تنهمر من عينيه . وحينها تدخلت أنا بصوت مرتجف : أخبرنا بالله عليك يادكتور ماذا بها؟؟ فصاح ثانية : حرام عليكم (يا ظلمة) كيف تتركوها بهذا الألم الشديد؟؟ ثم إبتسم وقال لها إنهضى يا ماما .. ونظر إلينا مبتسما مازحاً:
لابد أن تبحثا لها عن شخص بلغ من العمر ستين عاماً ليتزوجها وإن لم تجدا فأحضرا لها شخصين فى عمر الثلاثين .. (شوفولها عريس عنده ستين سنة ... وإن ما لقيتوش; شوفولها عريسين كل واحد بثلاثين )
.... جابر الشوربجى ....
**************
إعتدت قبيل إمتحانات الثانوية العامة أن أذاكر أنا وصديقى سويا ليشجعَ أحدُنا الآخرَ...كنا نجلس يوماَ فى منزله واليوم التالى فى منزلى . وكان زميلى من المدخنين سراً وكنت ومازلت أنا ممن يكرهون رائحة السجائر فكان إذا أراد أن يدخن فتح نافذة الغرفة على مصراعيها كى لا يزعجنى ولا يشتم أخوه الأكبر الرائحة إن دخل علينا فجأة. أخوه هذا كان بمثابة الأب بالنسبة لصديقى لأنه أصبح بعد وفاة والدهما العائل الوحيد للأسرة. وكان صديقى هذا يحضر لنفسه بين الفينة والأخرى كوباً من الشاي ويحضر لى كوبا من الحلبة إن وجدت عندهم لأنى لم أكن من شاربى الشاى وذلك منذ أن مرضت يوما وأنا فى الإعدادية وذهبت الى الطبيب وأمرنى أن أقلل من شرب الشاى .. كنت أدمنته بشراهة فائقة فى فترة المذاكرة التى تسبق إمتحانات الشهادة الإعدادية. لذلك أمتنعت نهائيا عن شربه آنذاك إمتثالا لأوامر الطبيب وحفاظا على صحتى..لكنى رجعت منذ عشر سنوات تقريبا أتناول كوبا واحدا يوميا. وذات يوم وكلانا جالس منهمك فى مراجعة مقرراته إذا بوالدة صديقى تتأوه من شدة الألم وتنادى
على إبنها ( إلحقنى يابنى هموووووت ) فذهبنا بها مسرعين إلى طبيب فى بلدة مجاورة إعتاد أهل قريتنا الصغيرة الذهاب إليه. فحصها الطبيب وسألنا من إبنها فأجابه صديقى: أنا يادكتور خير اللهم اجعله خيراً. فصاح الطبيب فيه كيف تتركوها هكذا؟؟؟ كم عمرها؟ فأجابه ستون سنة.. فسأل ثانية: أهى متزوجة؟ فأجابه: بل أرملة يا دكتور. منذ متى؟؟ منذ ثلاث سنوات . ظل الطبيب يسأل وصديقى يجيبه وبعد كل سؤال تزداد نبرة صوت الطبيب حدة وغلظة وترهف نبرات صوت صديقى وتتلعثم الكلمات على لسانه ولا نكاد نسمع صوته الذى بدأ يتلاشى وأوشكت دموعه أن تنهمر من عينيه . وحينها تدخلت أنا بصوت مرتجف : أخبرنا بالله عليك يادكتور ماذا بها؟؟ فصاح ثانية : حرام عليكم (يا ظلمة) كيف تتركوها بهذا الألم الشديد؟؟ ثم إبتسم وقال لها إنهضى يا ماما .. ونظر إلينا مبتسما مازحاً:
لابد أن تبحثا لها عن شخص بلغ من العمر ستين عاماً ليتزوجها وإن لم تجدا فأحضرا لها شخصين فى عمر الثلاثين .. (شوفولها عريس عنده ستين سنة ... وإن ما لقيتوش; شوفولها عريسين كل واحد بثلاثين )
.... جابر الشوربجى ....
جابر الشوربجى- المساهمات : 58
تاريخ التسجيل : 10/09/2012
رد: الطَّبيبُ المُرْعِبُ
كم في القصة من اسقاطات مؤلمة الجميع عنها غافل توقفت كثيراً أمام العقدة الرائعة كم أنت أديب بارع لله درك من قلم لله درك من مبدع
الطَّبيبُ المُرْعِبُ
وكم انتظر طلتك لار تعليقاتك وتحليلاتك العميقة والبناءة لك منى كل مودة وتقدير واحترام سيدتى
جابر الشوربجى- المساهمات : 58
تاريخ التسجيل : 10/09/2012
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى