"أولاد حارتنا"بيني وبين نجيب محفوظ

أولاد حارتنا



هي رواية خطتها أنامل الروائي الشهير نجيب محفوظ وهي إحدى دعائم حصوله على جائزة نوبل



هذه الرواية المارقة التي أحدثت ضجة كبرى في مصر كلها



من مصبات الدلتا وحتى مشارف بلاد النوبة



وثارت الثائرة ومنعت الرواية من النشر وتبودلت الأقوال في ساحات القضاء وأروقة الأزهر الشماء ومقاهي الأدباء



وكانت سببا في إهدار دم الكاتب بل كانت الدافع الأقوى لمحاولة اغتياله



كيف لا وهو قد تهكم بالذات الإلهية وجعلها ممثلة في شخصية "جبلاوي" والذي يقتله عرفة في نهاية الرواية !!!



عرفة الذي كان رمز العلم والمعرفة



وفي طيات أولاد حارتنا عرج على العديد من الأنبياء ابتداء من آدم وحتى محمد صلى الله عليهم وسلم



واضعا إياهم في شخصيات متعددة كالفتوات



ولقد غيب الموت نجيب قبل أكثر من ست سنوات وقدم بذلك على الملك العدل



,,,,,,,,, ولسبب ما



وجدتني أكتب نفسي



أحرق القلب وأصهر المعذب من روحي



لأصبه في قالب "أولاد حارتنا"



من بنيات أفكاري ومكامن أسراري لتتدفق كالنهر الجاري



عسى من اغتسل منه خمس مرات أن يذهب الله أدران قلبه ويخضع للحق عقله ومنطقة



******



<<<امبراطورية الورق>>>



اخناتون شاب في ميعة العمر سليل أسرة ملكية زال ملكها في عهد جده الامبراطور أحمس الثالث على يد ملك التتار جنكيز خان



مما اضطر أسرته للهرب والتخفي وكان اخناتون في تلك الفترة طفلا رضيعا لم يبلغ سن الفطام



شب الفتى وأحاديث المجالس في أغلبها تدور حول الملك المغتصب



مما خلق في نفس الفتى نفسا جديدة جسدها عزيمة وروحها رغبة كامنة في الانتقام واسترداد الملك المسلوب



وكان للأمير اخناتون صديق تربى معه يدعى "طاغور"



نشأا معا ودخلا بيت الحكمة سويا



ولكن لأن قصة الملك المغصوب شغلت فكر الأمير وسلبت لبه وأسرت وجدانه



فابتعد رويدا رويدا عن حضور دروس بيت الحكمة ولم تثمر محاولات طاغور الجادة والمستميتة في إعادة الأمير إلى حضيرة دار الحكمة وحاضرتها



فقرر طاغور أن يمضي قدما في طريق المعرفة والحكمة لقناعته أن كلاً ميسر لما خلق له



ومازال الأمير اخناتون يرتقي في سبيل العزم والإرادة حتى قرر ذات يوم إعادة الملك المسلوب



ولكن مالسبيل ؟



قرر الأمير أن يلجأ في ذلك لصديقه طاغور وتوقع أن يجد عنده ضالته



سيما وأنه قد أمضى سنوات عدة في بيت المعرفة والحكمة وتخرج فيه وأصبح ذا شأن في علوم شتى



فاتصل به وأبلغه الرغبة في لقائه



وتم اللقاء ,,,وبعد عناق حار أبلغ اخناتون صديقه طاغور رغبته الملحة وطلب منه المدد بالنصح والرأي



دهمتهم لحظة صمت



صمت فيها كل شيء



نكس طاغور رأسه متأملا وداعب بأنامله لحيته الكثة متفكرا



ثم قال : أيها الأمير اخناتون إنك تهيء نفسك لتتبوأ سدة الملك ,,وإن عدوك الجاثم على مملكتك المغتصبة شديد البأس عظيم البطش



فهو ملك ملوك التتر جنكيز خان



ثم قال -وبنبرة عزم متصاعدة - أيها الأمير إن رُمت الملك المسلوب فلا بد من الحزم



فما أخذ بالقوة لايسترد إلا بقوة مضادة تعادلها أو تتفوق عليها



قال طاغور ذلك وهو ينظر بعين البصيرة إلى مكامن نفس الأمير القابع خلف ذلك الجسد



فقد عُرِف الأمير بلينه المائل للانكسار وهذا لايتفق مع متطلبات المرحلة القادمة



فقال اخناتون : أيها الحكيم طاغور لم أقدم عليك أميرا لتحادثني حكيما



بل قدمت عليك صديقا فانثر لي كنانة الصدق والصداقة



فقال طاغور :أيها الصديق إن ماقام بيننا من حميمية العلاقة هو مايدفعني الآن أن أحادثك حديث الحكمة



الحكمة هي المصباح الذي سيضيء لك مدلهمات الأمور



فهذا عمل جليل خطير



لن يقوم إلا على سواعد مخلصة وقلوب مؤمنه



أيها الأمير عليك أن تنتخب لنفسك صفوة من الناس ليقوم الحكم بهم ويقوموا بالحكم



فتمهل وروِّ في الأمر واختر لنفسك صفوة الرجال



فقال اخناتون : ستكون ياطاغور باكورة الصفوة المنتقاة



وإني أكلفك بمهمة اصطفاء البقية



فقال طاغور : على الرأس والعين



بذل طاغور الجهد في البحث والانتقاء



حتى قدم يوم الاجتماع بخير أجناد أهل الأرض صدقا وعزيمة وولاء فكان منهم الوزير والحاجب وقائد الجيش وخازن بيت المال المستقبلي



وقدم طاغور مشروعه الناجح للملك المنتظر



وضمن للملك بعد توفيق الله إن تم السير على الخطة أن ينعقد اللواء بنجاحهم



وبعد الاتفاق والتدريب والتعبئة والتضحية والكفاح سار الجيش تحفه عناية الباري



وبعد معركة دامية تم النصر



وبعد مخاض عسير صرخ الوليد مؤذنا بحياة جديدة



وقتل جنكيز وأتباعه



ووقع في الأسر فريق منهم



وتشرد وتشتت كثير



ودخل اخناتون إلى مملكة الآباء والأجداد ظافرا منتصرا
وكان طاغورفي تلك الفترة قد بلغ من الإعياء مابلغ



ففي الجيش هو الرأس



وفي بلاط الملك الرجل المفكر



وفي شؤون الدولة المتصرف المدبر
فهو في حقيقته ملك بلا تاج



إنه حب الإخلاص والتضحية



ولم تغب عن طاغور تلك الحكمة القائلة



أن الثورة



يخطط لها الدهاة وينفذها الشجعان ويقطف ثمارها الجبناء



وخشي على الملك من بطانة بدأت في الظهور من المتسلقين



الذين يقطفون ثمرة تعب غيرهم بلا حياء ولاخجل سيّما أن الملك معروف بالطيبة والليونة وهذا مالايتفق مع متطلبات الحكم



وبعد مدة استدعى الملك صديق الصبا والسبب الرئيس في النصر بعد الله



فاستقبله استقبالا حارا يطفح بالتقدير وعطر الاعتراف بالجميل في ثناياه



طاغور : مبارك أيها الإمبراطور هذا النصر



اخناتون : الفضل لله وحده ثم لك أيها الحكيم المخلص



طاغور: ماأنا إلا سهم في كنانة مولاي يفعل به مايشاء في سبيل إسعاد الإمبراطورية الملكية وازدهارها



اخناتون : قررت ياصديقي أن أعينك مستشارا خاصا



طاغور : إنه لشرف عظيم لا أستحقه ولكني أطمح في كرم مولاي أن يعفيني



اخناتون : لماذا



طاغور : مثلي يامولاي كالطير يغرد إن كان حرا ويلجمه الصمت إن حجز في الأقفاص



اخناتون : حتى وإن كان قفصا ذهبيا



طاغور : البلابل يامولاي يستوي لديها الذهب والنحاس



اخناتون : آآه ياصديقي طاغور لن أعفيك فأنا أحتاجك ولكني سأترك لك فترة للتفكير ,,,بالمناسبة ياطاغور



طاغور : خيرا يامولاي



اخناتون : اليك الطاقم الجديد من حاشيتي وبطانتي



صفق الملك



فتح أحد المصاريع الجانبية



دخل عدد من الرجال في صف منتظم ووقفوا بين يدي الإمبراطور في خشوع



فقال الملك : اقدم لك ياصديقي العزيز افراد حاشيتي الجديدة الذين هم عماد الامبراطورية ومستقبلها



هذا وزيري ابن العلقمي



وهذا خازن بيت المال ابن الفارض



وهذا حاجبي ابن صياد



وهذا أبو جندل تاجر ومدبر ماهر مكلف بإدارة شؤوني الخاصة



وهذا رافع شاب طموح واعد سيبقى من ضمن حاشية البلاط لعلنا نحتاجه يوما



ثم قال الملك للحاشية : أقدم لكم صديقي الحكيم طاغور من كان له الفضل بعد الله في عودة الملك المغتصب



فأدى الجميع التحية الباهتة



وكان طاغور ينظر إليهم بعين البصيرة لا البصر ويعاني مايعانيه من الصراعات الداخلية



وبعد انصراف الحاشية الجديدة



قال الملك : مالي أراك شاردا ممتقع الوجه



طاغور : الحق يامولاي ان لدي سؤالا يلح علي في طرحه



الملك : وماذاك



طاغور : الحاشية القديمة !!!!



الملك : قررت الاستغناء عنهم



طاغور : أيها الملك أتستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير



الملك : ماذا ... أفصح ياحكيم الزمان



طاغور : ان الحاشية القديمة يامولاي أهل صدق وإخلاص وعزيمة وإصرار وولاء مطلق للعرش



هم يامولاي من قامت الدولة على سواعدهم وبدمائهم وعرقهم وتضحياتهم



والحق يامولاي إني أرى في الاستغناء عنهم أعظم رسالة جحود ونكران !!!



اعذرني ولكن مابيننا من صداقة يستوجب أن أصارحك بما في نفسي



الملك : أنت هكذا دائما متشائم وتحمل الأمور مالاتحتمل



طاغور : والأهم من ذلك يامولاي أن الحاشية الجديدة أصحاب قلوب طامعة وأرواح جائعة وإني أقترح يامولاي أن تنظر في الأمر من جديد



الملك : سأفعل



استأذن طاغور في الانصراف من غرفة العرش وقلبه مثخن بجراحه



فهو يعلم أن الملك لن يرجع عن قرار اتخذه وأن الحاشية الجديدة لن تقدر الأمر قدره فهي لم تتعب في بناء الدولة وتشييدها



وهذا مؤذن بالسقوط السريع لدولة لم تحبُ بعد



ولكنه عزم لحبه وولائه لصديقه أن يقف بجانبه وسأل الله بصدق أن يكون مايدور بخلده محض أوهام وأضغاث أحلام



فأعلن قبوله لمنصب المستشار حتى يكون بقرب صديقه ليقدم له فيضا من إخلاص عز نظيره



وتم أول اجتماع للمجلس الأعلى للامبراطورية



وحضر طاغور بقضه وقضيضه



حضر بكل جوارحه في اجتماع يقبض بيديه على مصير أمة من الناس



كان طاغور طيلة الاجتماع يوزع نظراته بين الأوراق والوجوه يحلل ويفكر ويخمن وينظر ويقدر



وقبيل انتهاء الاجتماع قدم مذكرته الشهيرة للامبراطور بحضور الحاشية



وقد طلب فيها طاغور إعفاء أبي جندل من منصبه لأنه سيتعارض مع كونه تاجرا فله مصالح خاصة في ميادين التجارة ستتعارض مع شؤون المملكة



وأن يتم أيضا إعفاء خازن بيت المال ابن الفارض لأنه رجل بلاعمل حقيقي فهو من أهل البطالة المقنعة



وافق الملك على مارفعه طاغور ليقينه بولاء الرجل وإخلاصه وحكمته



وسارت الأمور على مايرام



هكذا ظن طاغور



ولكنه تناسى ليونة الملك وسماحته



وتناسى دهاء الحاشية الجديدة وكيدهم له في الخفاء



وفي الاجتماع القادم حضر طاغور في موعده وكانت الصدمة



لقد وجد ابن الفارض يعرض على الملك الموازنة العامة للدولة !!



ورآى أبا جندل يحمل بعض الأوراق التي تخص الملك !!!



سار الاجتماع بشكل باهت



تسرب الموت لأوصاله



وبعد انتهاء الاجتماع استأذن طاغور في الخلوة بالملك



وفي الخلوة



قال طاغور : مولاي لقد أصدرت أوامرك في الاجتماع السابق ولكني أراها اليوم كأن لم تكن شيئا مذكورا



الملك : تقصد أبا جندل وابن الفارض



طاغور : ذاك بعينه



الملك : عزيزي طاغور لقد اقترح علي ابن العلقمي أن يلغى القرار ويثبت الجميع في أماكنهم



طاغور : لمولاي ماأراد




في حقيقة الأمر أراد ابن العلقمي التخلص من طاغور شيئا فشيئا لينفرد بملك لايملك من أمره شيئا



ليصبح بعد ذلك الحاكم الفعلي



فأوعز لابي جندل أن يكثف حضوره ويستحدث برامج عدة حتى لايكون محلا للانتقاد واللوم



وطلب من ابن الفارض أن يسارع بتقديم مشروع الموازنة العامة للامبراطورية أمام الملك



ليثبت أنه يعمل ولكن بصمت



وليثبت بذلك أن كل مايردده طاغور محض افتراء جره إليه الحقد والحسد !!!



حتى تتزعزع الثقة الملكية في طاغور فيتم لهم المراد في التفريق بين الصديقين



ورأى طاغور الدولة وهي تتداعى أمامه



وينقض غزلها خيطا إثر خيط



ومازالت الدعوات المغرضة تصل لمسمع الملك حتى وجدت منفذا لقلبه




وفي أثناء ليل فاتر



جلس طاغور على شاطئ النهر الكبير يناجي القمر فإذا برافع يقف بجواره



تبودلت التحية



واستأذن رافع في مجالسة الحكيم فرحب به



رافع : مالي أرى حكيم الزمان مهموما محزونا



طاغور : الامبراطورية يارافع إنها تتهاوى



رافع : أصدقك القول إني أشاطرك الرأي وإني أسمع من ابن العلقمي جعجعة ولا أرى طحنا



إنه يوهم الملك بأن البلاد في نمو وازدهار في حين أنها بدأت القهقرى



وقد تقدمت بخطة إصلاح شاملة للوزير لعرضها على الامبراطور فوبخني



وأردت الدخول على الملك فمنعني الحاجب ابن صياد وقال لابد من أخذ موافقة ابن العلقمي ليتم لك مقابلة الملك



وإني أرى وراء الأكمة ماوراءها



وإن في الأمر مكيدة




طاغور : لن نيأس أيها المخلص وسنكرر المحاولة



حضر طاغور الاجتماع الثالث في عمر الامبراطورية رغم أنه لم يدع له !!



حضر وفي القلب حسرة وفي الفؤاد لوعة



حضر حضور خاشع في صلاة مودع




فقد وضح تأثير وسوسة ابن العلقمي على محيا الامبراطور




حتى نطق لسان الحال قائلا : لماذا تحضر اجتماعا لم تدع له قد استغنينا عنك وعن حكمتك التي أضرت بنا فاذهب بلا رجعة



لكن الحكيم تغابى وتعامى




حتى قدمت ورقة من ابن الفارض تقترح هدم المدينة الحالية وإقامة مدينة من ورق مقوى متين



وزعم أن هذا الورق أمتن من سد ذي القرنين !!!



وأنه يوصي بالانتقال للمدينة الجديدة بعد تدمير المدينة القديمة حتى لايستفيد منها الأعداء




هنا




ثار طاغور



وأزبد وأرعد وزمجر




وقال بصوته المدوي أيها الملك إنك محاط بحاشية من الخونة الذين قبضوا ثمن خيانتهم من أعدائك التتار



اعلم أيها الملك أن تنفيذ هذه التوصية والإمضاء على مشروعها يعني أن تكون ملكا بلا مملكة



فما كان من ابن العلقمي إلا أن رد الصاع صاعين مستغلا ضعف الملك



وهكذا تم عزل طاغور عن المجلس الأعلى وبالتالي عزله عن الملك اخناتون



فلم ير طاغور بدا من استخدام الشعب وسيلة على أولئك الطغاة



الذين يبنون قصورا من الرمال على صفحة محيط متلاطم الأمواج



ولكن لأن ميزان القوة قد اختلف وأصبحت الأمور بمقاليدها في يد ابن العلقمي وابن الفارض




ألحقوا بطاغور ضررا بالغا وتم تشويه الصورة المحفورة له في قلوب أبناء الشعب وقبل ذلك في قلب الامبراطور



فأشاعوا أنه مارق متدثر بثوب الحكمة



وأنه يتعاطى أمور الكهانة والسحر



وأنه شوهد وهو يتعاطى الخمر !!



وأنه يسعى لقلب الحكم وتشتيت المملكة ........الخ من التهم المقيتة




تألم طاغور كثيرا لما حصل




لم يأبه بالطغاة




ولكن ألمه اشتد لصمت الملك الموحي بالإقرار




تألم لتصديق الشعب لهذه الشائعات




ومرض ولزم الفراش




وتقيأ دما




وبال دما




وتفتت كبده حسرة وكمدا




فقرر القرار الأصعب في حياته




قدم استقالة مكتوبة للبلاط الملكي




وباع داره وحمل متاعه وعزم على الرحيل ,,فلا مقام له في بلاد سيحل عليها العذاب




ورحل الحكيم حاملا كتب الحكمة على ظهر حماره




ووقف على أطلال مملكته
ذرف الدمع
وسكب الأنين
وأرسل قبلة وداع لكل أركان المملكة




لامست تلك القبلة أول مالامست جبين الملك




لامست أرفف مكتبات وخزائن مدينة الحكمة




لامست كل جدران المدينة وأروقتها وأزقتها




لامست قبابها ومآذنها




لامست كل ذرة من ترابها




وكل ذي كبد رطبة يدب على أرضها




ورحل طاغور إلى بلاد بعيدة



وانقطعت أخباره




وتم لابن العلقمي ماخطط له




تم بناء المدينة المزعومة



مدينة الورق التي ستكون حاضرة الامبراطورية الجديدة



وتم تدمير المدينة القديمة



وقرر الملك إقامة احتفال كبير بهذه المناسبة



وفي ليلة غاب قمرها



تم الاحتفال خارج أسوار المدينة الجديدة




حتى جاءت فقرة الألعاب النارية




ومع اكتظاظ الجماهير
غاب التنظيم ودبت الفوضى
وفقدت السيطرة على الألعاب النارية
فتطاير شررها إلى أحد الأبراج وبسرعة غريبة اشتعلت النيران في البرج وأخذت في التطاير والانتشار بسبب الريح واختلط الحابل بالنابل وتزاحم الناس وتدافعوا وحصلت مقتلة عظيمة



وماهي إلا لحظات



حتى أصبح الإمبراطور بلا إمبراطورية



تهاوت المملكة أمامه ,, وصارت كومة من رماد



وقرر الشعب الرحيل إلى ممالك أخرى واللحاق بطاغور!!



طاغور الذي آمن الجميع به في تلك اللحظات بمن فيهم الملك والشعب ,,



ولكن لاينفع الندم عند العدم



وهكذا زالت تلك المملكة ليسجل التاريخ أغرب حالة ملكية



وماذاك إلا لأنها
مملكة من ورق



وهكذا
غربت شمس اخناتون وطاغور



غاب الشفق



على مملكة الورق




أطفئت الأنوار




وأسدل الستار ,,,,,,,,,




=== تمت ===






في النهاية



هذه قصتي "أولاد حارتنا "



ولقد هممت أن أجعلها رواية
تضاهي في طولها الإلياذة


وأن أضمخها بطيب البلاغة
وأجمرها ببخور الفصاحة


وأكسوها عباءة الشِّعر
لتبقى أبد الدهر



ولكني اختزلتها في قصة قصيرة



حتى تقرأ في مدة يسيرة




فهل ياترى يهدر دمي ؟



أو إن ثمَّ محاولة لاغتيالي تتربص عند موطئ قدمي





سلامييييييييي للجميييييييع

إذا قرأناها كقصة فلا شك هي قصة متكاملة الأركان مستوفاة الشروط لغتها فاخرة معانيها جزلة حبكتها رائعة العقدة فيها هادفة محكمة الصوغ مفاتيح ا القاص بيدك فأبواب عالم القصة مشرع لك أيها المبدع لكن رمزيتك تفرض وجودها في كل مايسكب قلمك وهي ميزة بلا شك تتيح للقارئ مشارب متعددة للفهم والتحليل وتخلق مساحات واسعة من الرؤى المختلفة فالخيال الخلاق حاضر لديك وأنت بدورك تنقله لقارئك من خلال بوحك وفي هذا إثراء بالغ للطرح