قلائد العقيان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

هما بابان

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

هما بابان  Empty هما بابان

مُساهمة  ربيب المعاني الجمعة سبتمبر 07, 2012 2:06 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سطّر قلمي الأعرج الأعور قبل مدة هذه الحروف فاقبلوها على علاتها

زبّط = كلمة دارجة عندنا في الحجاز بمعنى أتقن العمل

###


أخي في الله

أنت في نعمة فارعها ولكي تدرك قدرها أدعوك لقراءة الأسطر التالية :-

العم عبدالرحمن رجل من الصالحين وزوجته فاطمة كذلك " فالطيبات للطيبين " رزقهم الله بمولود مليح استهل صارخاً وبأعلى صوته يصيح وهكذا يولد الواحد منا باكيا والناس من حوله تغمرهم الفرحة والسعادة وسماه والده (( محمداً )) .
لم يدخر الوالدان شيئاً في سبيل إسعاد هذا الفتى وتغذيته روحيا وجسديا كبر الفتى .. وكبرت آمال الوالد فيه وأمه من فيض محبتها تغدق بالشفقة عليه مضت السنون وخط الشيب واحدودب الظهر وضعف الجسد ودخل الشاب المراهق المرحلة الثانوية – وإنك لا تهدي من أحببت – التقى الولد – مع الأسف- بزمرة فاسدة وما زالوا به حتى أغووه وعن الجادة حرفوه وساءت أخلاق الفتى مع والديه وتنكر لهما وبدأ العقوق يكشر بأنيابه أفي وقت كان الوالدان في أمس الحاجة لعطف هذا الابن وشفقته وحنانه .عد يا بني .. ارجع لسابق عهدك . ولكن للأسف خلا البيت إلا من الأب والأم أما الابن فأصبح يهيم في الطرقات لا يلوي على شيء ولا يخاف من شيء فالوالد قد أصبح مقعدا وقد خارت قواه فلا يقدر على تأديب أو ضرب . والوالدة طريحة الفراش . لا حول لها ولا قوة . وإنا لله وإنا إليه راجعون . ومرت الأيام والولد متماد في غيه وعناده . وحياة الوالدين في انحدار ونكادة . اشتد المرض بالوالدة . طلبت من الأب أن يرسل في طلب ابنه لأنها أحست بدنو الأجل . فأرادت أن يكون آخر عهدها من الدنيا أن تشم عَرْف ابنها . أن تملأ عينها من محياه وأن تطرب أذنيها بنبرات صوته - سبحان الله أبعد كل هذا العقوق تكون هذه الرحمة من الأم – نعم فقلب الأم لا يعرف إلا الحب وزيادة . طال أنين الأم وبين كل تأوّه وأنين تذكر اسم محمد. أين أنت يا ولدي؟! أين أنت يا فلذة كبدي ؟! وحينما يئست من قدومه أخرجت من جيبها صورة صغيرة – كانت صورة لمحمد حينما دخل الصف الأول الابتدائي- فأخذت تقبلها وتشمها . وكأن الصورة قد تجسدت أمام ناظريها فصارت جسداً حياً يتحرك ويتنفس. وأصبحت تخاطبها قائلة :- مهما فعلت يا محمد فأنا احبك أنا أمك والأم لا تعرف إلا الحب . لماذا فعلت بي كل هذا يا ولدي ؟ سامحك الله . وذرفت دموعها على تلك الصورة ووضعتها على شفتيها وعانقتها بقبلة وطالت القبلة وارتخت اليد . وشخص البصر!! ولفظت أنفاسها وصعدت روحها إلى بارئها وقد لامس آخر نفس لها من هذه الدنيا صورة ابنها العااااااق . هي تتحرق شوقا . وهو يزداد بعداً . ما أقسى قلبك أيها الضنى المضني كل هذه الأحداث دارت والوالد جالس على كرسيه المتحرك . لا يقوى على الحراك ولكنه كان يلقن زوجته الشهادة ولا يقدر على فعل شيء أكثر من ذلك . وسارت جنائز الأحزان وحملت الأم إلى مرقدها وهي تحمل داخل أكفانها حزناً عميقاً وجرحاً غائراً – لو وزع على سبعين من الرجال الأشداء لقتلهم – مضت ركائب الأشجان وهي تحمل أماً طاهرا عطوفاً اكتوت بنار العقوق من أقرب الناس لها . من وحيدها ممن حملته في بطنها . وتمثل لها الموت عند ولادتها وعانت الأمرين في نهارها وليلها . من أجلك يا محمد . فهل يكون منك هذا الجزاء ؟ رحمك الله يا فاطمة يا أم محمد وعوضك خيرا وجبر مصابك في ولدك . وبعد أيام يرن الهاتف يتحامل الشيخ الهرم – أبو محمد – على كرسيه حتى يصل إلى الهاتف ويرفع السماعة ويتحدث بصوت منهك متعب .. صوت متكئ على عصا الزمن الغابر الحزين .
فيقول: نعم .. من يتكلم
فيقول من على الهاتف : منزل عبدالرحمن ؟
الأب : نعم
فيقول : معك قسم الشرطة راجعنا لو سمحت !!
الأب : خير إن شاء الله .
الشرطة : ابنك قبض عليه في قضية مخدرات !!!
الو !! الو !! تسمعني يا عبدالرحمن .. الو الو يا عم عبدالرحمن .. لاأحد يتكلم .
أظنه أنهى المكالمة !!!
وما علم هذا الضابط أنه بكلماته قد أنهى المكالمة بإنهاء حياة الرجل !! فعلا لقد وقع الخبر على أبو محمد مثل الصاعقة – يا ربي عاق ومخدرات !!!- فلم يحتمل الشيخ الهرم تلك الصدمة وأسلم الروح إلى بارئها
ويل لك يا محمد أن لم يتداركك الله برحمته . عاود الضابط الاتصال ولكن لا مجيب . شعر الابن أن في الأمر خبراً . وأن قدراً قد وقع . فألح على الضابط أن يرسل من يستكشف الأمر وأصر وكرر طلبه فاستجاب له الضابط . وحينما دخلوا المنزل وجدوا الأب ملقى على وجهه وكرسيه المتحرك من فوقه وعلى يساره سماعة الهاتف القاتلة .
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه منك يا قاتل والديك . قد لعن الله من لعن والديه فكيف بمن قتل والديه أبلغ الضابط محمداً الخبر فصاح محمد – والدتي ماذا حصل لها – لأنه لا يعلم أنها ماتت . قال الضابط : أخبرني الجيران أنها ماتت منذ مدة !! لم يتمالك الابن نفسه وأصيب بانهيار عصبي – لقد أفاق أخيراً – ولكن في الوقت الضائع بل بعد انتهاء المباراة . نعم أفاق وقد فقد أعز ما يملك . لقد أضاع بابين من أبواب الجنة . لقد استحق هذا العاق أن يرغم أنفه بدعوة جبريل وتأمين المصطفى عليهم صلوات الله وسلامه . لقد استيقظ هذا النائم من سباته ولكن بعد أن أودع والديه الثرى .
أين كان صوتك . حينما تلهفت والدتك لسماعه ؟
أين ذهبت رحمتك .. عندما قسوت على أمك العجوز وحرمتها من رؤيتك .ومنعتها من قبلة تضعها على خدك قبل أن تفارق الدنيا .
لماذا يا محمد كل هذا العقوق ؟! لماذا قابلت الإحسان بالإساءة . أرضعتك أمك من صدرها حباً وعطفاً وحناناً . واسقيتها كأس المرارة والحسرة والندم . سهرت الليالي تطببك من علة أو حمى وأسهرتها في كبرها تعاني مرضها بلا شفيق أو رحيم . أزالت عنك الأذى بيدها .. فآذيتها ببلايا ما كانت منك تعهدها . حملك أبوك على ظهره صغيرا . فحمّلت كاهله هما وغما كبيرا أطعمك العسل واللوز والفستق .. وها هي الأرض من عقوقك تكاد تنطق.
ابشر يا محمد " فلا تحسبن الله غافلا " وكما تدين تدان .
واحتفظ من الآن بكرسي والدك المتحرك فقريبا ستجلس عليه وانتظر أيها العاق رنين الهاتف القاتل ..... أ . هـ

أمي جنة الدنيا والآخرة .. والدي بركة الدنيا والآخرة .
رزقني الله بركما على الوجه الذي يرضيه ويرضيكما .
أمي .. أبي .. لكما العهد أن أظل لكما عبداً ذليلاً وخادماً مطيعاً أتقرب الى الله بتقبيل أقدامكما .. وأسعى دوما في رضاكما فلن يرضى ربي إلا برضاكما .
جعلني الله فداكما .. ولا أراني فيكما مكروها .

أحبابي الكرام بروا الآباء تبركم الأبناء . فهاهما بابان من أبواب الجنة فمن أحب فليلج منهما ومن أبى فلا يلومن إلا نفسه .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ربيب المعاني
ربيب المعاني
Admin

المساهمات : 111
تاريخ التسجيل : 05/09/2012
الموقع : انت

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

هما بابان  Empty رد: هما بابان

مُساهمة  البتول العاذرية السبت سبتمبر 08, 2012 1:30 am

قصتك رائعة أيها القاص ففيها الهدف النبيل والمعنى البليغ الأثر واختيارك للموضوع موفق فهو من أهم وأخطر القضايا كيف لاوقد عطف الله بين وجوب عبادته وعد م الاشراك به وبين بر الوالدين فهل هناك دلالة أخطر فحقهما بعد حق الله . والله المستعان ففضلاً عن تقصيرنا في حقهما رغم ذلك مهما ادعينا البر وتخيلنا أ أننا أوفيناهما الحق ونحن لم نقدم إلا قطرة من بحر العطاء الذي أخذناه عالجت الموضوع بأسلوب أدبي رفيع جزل العبارة محبك السبك بلغة فائقة الجودة مفاتيح القصة بيدك أيها المتنوع الطرح خاتمة القصة تحمل خطاب نذير لكل عاق أكتدها عباراتك التي أغلقت بها موضوعك ناصحاً ومحذراً في آن ننتظر المزيد من مشاركاتك القصصية التي نأمل أن يضمها كتاب قصصي متنوع القصص القصيرة الهادفة ونأمل من االأعضاء التفاعل بالنقد الهادف المثري والمحفز

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
البتول العاذرية
البتول العاذرية
Admin

المساهمات : 207
تاريخ التسجيل : 04/09/2012
الموقع : كل الأمكان

https://38yan1.roo7.biz

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى